ساركوزي "... رحل فعلاً لكنه ترك بصمته ..!!

المرصد اللليبي- ليبيا اليوم.

اهتمت صحيفة "جينيراتسيون إيطاليا" في صفحاتها السياسية بالدور الذي لعبه الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي في الأشهر الأخيرة ، والذي أدى لفشله في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، معتبرة أن هذا الفشل مبرر لكنه لن يقصي ساركوزي من التاريخ إذ أن عديدا من الأسباب ستجعل الجميع يتذكره.

وتقول الصحيفة في الوقت الذي يخرج ساركوزي من الساحة السياسية بعد خمس سنوات في قصر الإليزيه يبدو أنه لن يخرج سريعا من ذاكرة الكثيرين وخاصة في الضفة الجنوبية من البحر الأبيض المتوسط.

بصمات ساركوزي

وسوف يتذكر الكثيرون ساركوزي لأنه أول قائد غربي قام بإرسال الطائرات لإيقاف تقدم الكتائب نحو بنغازي، وهو الذي قام بإقناع الحلفاء لإشعال حرب بأتم معنى الكلمة عبر مساعدة الثوار، حرب انتهت بقلب النظام وبناء نظام جديد مازال يبحث عن نفسه.

وهو الآن من أكبر الداعمين للمجلس الوطني الانتقالي و ساعده ماديا وسياسيا عبر الاعتراف الخارجي بالأخص.

ثانيا سوف يتذكر الكثيرون صورة ساركوزي وهو يدخل لبنغازي برفقة الوزير الأول البريطاني دافيد كاميرون، وهي صورة لم يتعود عليها الفرنسيون منذ سنوات الاستعمار وأراد ساركوزي استعمالها في حملة انتخابية انتهت بفشله في الحصول على دورة نيابية ثانية.

شكوك وتغييرات

ثالثا سوف يقترن اسم ساركوزي دائما بالشبهات التي حامت حول تمويل القذافي لحملته الانتخابية السابقة وهي أحد الاسباب الخفية التي ساهمت في فقدانه لشعبيته رغم أن التحقيق لم يقدم الكثير حول الملف، لكنه أثّر على شعبية ساركوزي وأثّر أيضا على مصداقية العملية العسكرية لـــ"الناتو".

كما سيذكر التاريخ أن ساركوزي عبر حرب ليبيا قد قسم أوروبا لقسمين ، من معه ومن ضده، ولم يقد فرنسا لتلعب دور القاطرة لمنطقة اليورو التي تعيش العديد من الأزمات الخانقة بل حصل تباعد مع إيطاليا في الشأن الليبي.

وأدى ذلك إلى صراع خفي بين الإدارتين حول الملفات الاقتصادية والاستثمارات في ليبيا، وهذا الصراع جمد خطة الإتحاد الأوروبي في ليبيا لأنه لا سياسة خارجية موحدة للمجموعة الأوروبية.

وقد يكون ساركوزي اليوم قد خرج من دفة القيادة، لكنه لن يخرج بسهولة من السياسة، خاصة أن العديد من الخبراء قد أنكبوا على دراسة دوره خلال سنة 2011 بعد انطلاق الربيع العربي والتغيير في موقفه بين الثورة التونسية والثورة الليبية ، حيث أنه لم يقم بدور مهم مع تونس واستغل الحرب الليبية ليكون دوره أكبر في الربيع العربي، ليعيد لفرنسا مكانة الوصي على العالم العربي كما كانت، لكن يظهر أن ذلك لم يحدث في زمن ساركوزي ويبقى أن ننتظر دور فرانسوا هولا ند الرئيس الجديد.

التاريخ : 11/5/2012