من حلم كزرقة البحر لـ أمنيات سالم
صفحة 1 من اصل 1
من حلم كزرقة البحر لـ أمنيات سالم
على شاطىء عمري أضغاث أصوات
ما الذي يتبقى حينما تنأى الذكريات وتصير حلماً؟! إلى متى أعيش انتظاراً ولهفة؟! لا أعرف لِمَ؟! لكنني أنتظر وأتوق وأحلم بذكرى رحلة إلى جزيرة لا يصلها بشر. جزيرة يجتاحها الموج كل عام ويغرقها ولا يظهر منها غير نخلة صامدة لأمد بعيد. هذه النخلة هي أنا. أصوغها مني ومن روحي... غير أن الذكريات لا تأتي أبداً.
كأنها تأبى أن تنتمي إليّ أنا الشاهقة على كل تلك الريح التي تغزوني في برد قارس ووحدة قاسية توهن عظمي وتشعل رأسي ثلجاً. حين أصادف الحلم في مكان لا أنكره بل أحييه وأذكره أنه من خان وصدني، وتركني أموت بعيداً عن دفئه! هل هناك من يحيا بلا حلم؟!...
ما أوده هو الذكرى! فقط أن يكون لذاكرتي مجرد ذكرى خاصة لا يشاركني بها حتى قطتي المشاكسة! برغم أني أقتات من الذكرى على ألبوم صورة! هذه صورة مدرستي، وهذه صورة ابن خالي وهو مازال طفلاً، وهذه أنا عيون صغيرة لامعة، وابتسامة سعيدة تحتضن العالم من فرط فرحتها! ماذا غير؟!
ثمة أشياء أخرى صغيرة. قلم رصاصي بالٍ أعمى، قديم منذ سنوات... فستان ارتديته في زفاف خالتي (ابنها اليوم يستعد للثانوية العامة) لا يزال معلقاً على مشجب كأني ارتديته بالأمس فقط، وهو الذي خلعني منذ زمن قديم، وهذه حقيبة يد صغيرة أول هدية تأتيني من مصر تلك البلاد الساحرة التي أعيش معها ذكريات، وأنا التي لم تزرها قط!
هذه أنا ذكريات متلاحقة، متراصة، متواصلة، متراكمة، بعضها فوق بعض، لا أزال أعيش الحنين لذكرى لم تسكن مخيلتي بعد!! بماذا أفكر هذه اللحظة؟! بكل شيء! ولا شيء!! أظن أن الوقت قد حان لأتخلى عن فكرة أن تكون لي ذاكرة خاصة! ما جدواها؟! بل أين مرساها؟!
ذاك الصباح الذي اصطحبني فيه والدي إلى السباحة معه إلى البحر القريب من بيته في تلك الجزيرة الحمراء -كما يسمونها- حملت البحر في رأسي ولم يتركني منذ ذاك الحين، لهذا لا يفاجئني وجود صدف وقواقع قرب سريري، إنها لفظة البحر الذي لم يجد غير رأسي بقعة يستوطنها!
ربما لهذا السبب لا أرى بوضوح داخل رأسي غير زبد، وموج عاتٍ وممرات عميقة مليئة بالمرجان ولؤلؤ منثور بلا صياد ماهر! أبحث فيه عن الذكريات فلا أجد شيئاً، ولذا أحتفظ بذكرياتي الصغيرة في علبة ملونة! وفي جائزة تفوق دراسي بطاقة قديمة متآكلة الأطراف! حتى هذه الأشياء ذكريات سفينة كانت في رأسي! أقصد في البحر، ورحلت بلا عودة!
هناك سفن كثيرة تمخر عباب بحري وترحل بلا عودة. أموت بعدها كثيراً على شاطئ عمري، وأقاوم لأنهض من جديد لأستقبل سفناً جديدة، قراصنة، وربما صياد فقير في قارب أبيض صغير ورثه عن أجداده، ولا يطمع في أكثر من سمكة!!
ما الذي يتبقى حينما تنأى الذكريات وتصير حلماً؟! إلى متى أعيش انتظاراً ولهفة؟! لا أعرف لِمَ؟! لكنني أنتظر وأتوق وأحلم بذكرى رحلة إلى جزيرة لا يصلها بشر. جزيرة يجتاحها الموج كل عام ويغرقها ولا يظهر منها غير نخلة صامدة لأمد بعيد. هذه النخلة هي أنا. أصوغها مني ومن روحي... غير أن الذكريات لا تأتي أبداً.
كأنها تأبى أن تنتمي إليّ أنا الشاهقة على كل تلك الريح التي تغزوني في برد قارس ووحدة قاسية توهن عظمي وتشعل رأسي ثلجاً. حين أصادف الحلم في مكان لا أنكره بل أحييه وأذكره أنه من خان وصدني، وتركني أموت بعيداً عن دفئه! هل هناك من يحيا بلا حلم؟!...
ما أوده هو الذكرى! فقط أن يكون لذاكرتي مجرد ذكرى خاصة لا يشاركني بها حتى قطتي المشاكسة! برغم أني أقتات من الذكرى على ألبوم صورة! هذه صورة مدرستي، وهذه صورة ابن خالي وهو مازال طفلاً، وهذه أنا عيون صغيرة لامعة، وابتسامة سعيدة تحتضن العالم من فرط فرحتها! ماذا غير؟!
ثمة أشياء أخرى صغيرة. قلم رصاصي بالٍ أعمى، قديم منذ سنوات... فستان ارتديته في زفاف خالتي (ابنها اليوم يستعد للثانوية العامة) لا يزال معلقاً على مشجب كأني ارتديته بالأمس فقط، وهو الذي خلعني منذ زمن قديم، وهذه حقيبة يد صغيرة أول هدية تأتيني من مصر تلك البلاد الساحرة التي أعيش معها ذكريات، وأنا التي لم تزرها قط!
هذه أنا ذكريات متلاحقة، متراصة، متواصلة، متراكمة، بعضها فوق بعض، لا أزال أعيش الحنين لذكرى لم تسكن مخيلتي بعد!! بماذا أفكر هذه اللحظة؟! بكل شيء! ولا شيء!! أظن أن الوقت قد حان لأتخلى عن فكرة أن تكون لي ذاكرة خاصة! ما جدواها؟! بل أين مرساها؟!
ذاك الصباح الذي اصطحبني فيه والدي إلى السباحة معه إلى البحر القريب من بيته في تلك الجزيرة الحمراء -كما يسمونها- حملت البحر في رأسي ولم يتركني منذ ذاك الحين، لهذا لا يفاجئني وجود صدف وقواقع قرب سريري، إنها لفظة البحر الذي لم يجد غير رأسي بقعة يستوطنها!
ربما لهذا السبب لا أرى بوضوح داخل رأسي غير زبد، وموج عاتٍ وممرات عميقة مليئة بالمرجان ولؤلؤ منثور بلا صياد ماهر! أبحث فيه عن الذكريات فلا أجد شيئاً، ولذا أحتفظ بذكرياتي الصغيرة في علبة ملونة! وفي جائزة تفوق دراسي بطاقة قديمة متآكلة الأطراف! حتى هذه الأشياء ذكريات سفينة كانت في رأسي! أقصد في البحر، ورحلت بلا عودة!
هناك سفن كثيرة تمخر عباب بحري وترحل بلا عودة. أموت بعدها كثيراً على شاطئ عمري، وأقاوم لأنهض من جديد لأستقبل سفناً جديدة، قراصنة، وربما صياد فقير في قارب أبيض صغير ورثه عن أجداده، ولا يطمع في أكثر من سمكة!!
ران- مشرف
- عدد المساهمات : 122
تاريخ التسجيل : 17/12/2010
الموقع : زوارة / ليبيا
مواضيع مماثلة
» سالم جحا.... عودة البطل الشعبي
» للكاتبة " سمر سالم"
» سكن الشعر / عطاف سالم
» أي وربي / عطاف سالم
» كبرياءٌ لـ عطاف سالم
» للكاتبة " سمر سالم"
» سكن الشعر / عطاف سالم
» أي وربي / عطاف سالم
» كبرياءٌ لـ عطاف سالم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت سبتمبر 19, 2020 12:39 pm من طرف بالمسه
» مؤشر السوق السعودي يتراجع مع إنخفاض أسهم أرامكو - سابك - الراجحي
الأربعاء يوليو 01, 2020 9:43 am من طرف بالمسه
» سهم موبايلي - اتحاد اتصالات يفتتح التداول على إرتفاع ملحوظ رغم سلبية المؤشرات
الأربعاء يوليو 01, 2020 9:31 am من طرف بالمسه
» سهم كهرباء السعودية وإستمرار الخضوع للضغط السلبي
الثلاثاء يونيو 30, 2020 8:09 pm من طرف بالمسه
» تسجيل 50 وفاة و4387 إصابة جديدة بفيروس "كورونا"اليوم في السعودية
الثلاثاء يونيو 30, 2020 4:15 pm من طرف بالمسه
» المؤشر العام - مؤشر السوق السعودي يهوي بشكل غير ملحوظ رغم إرتفاع سابك وسهم أرامكو
الإثنين يونيو 29, 2020 4:00 pm من طرف بالمسه
» كلية الملك خالد العسكرية تعلن فتح باب التسجيل لحملة الشهادة الثانوية العامة
الإثنين يونيو 29, 2020 2:00 pm من طرف بالمسه
» سهم زين السعودية يفتتح باللون الأخضر مع هذا المؤشرات تشير إلى إستمرار السلبية
الإثنين يونيو 29, 2020 11:55 am من طرف بالمسه
» سهم لازوردي يكمل الصعود وسط التوقعات بتحسن مكاسب الشركة
الإثنين يونيو 29, 2020 11:47 am من طرف بالمسه